From نهمین سالروز خاموشی غریبانه ی آیت الله العظمی شیرازی |
كتابات أكثر وضوحاً (17): الانتحاريون "خوارج وأصحاب فكر منحرف" |
23/ربيع الآخر/1431 قبل أيام، أفتى خمسة من رجال الدين المسلمين في الأردن بحرمة العمليات الانتحارية. وقال العلماء في الفتوى "إن ما يفعله بعض الناس ـ هذه الأيام ـ من حمل للمتفجرات وشدها على الأنفس ثم تفجيرها في الأسواق العامة، أو المُجتمعات، أو الحافلات وغيرها، وبخاصة في بلاد المسلمين من أكثر الأمور بشاعةَ وجُرم وحُرمة". واعتبروا أن مثل "هذه العمليات تؤدي الى قتل النفس والآخرين قتلاً عشوائياً غاشما لا يفرق بين مسلم وغيره، وظالم ومظلوم، وذكر وأنثى، وكبير وصغير". ووصفت الفتوى من يرتكبون أعمال القتل في بلاد المسلمين بأنهم "خوارج" و "أصحاب فكر منحرف". يبدو أن هذه الفتوى جاءت "متأخرة جداً" حيث إن العمليات التي طالت – وما زالت – المدنيين الأبرياء والجامعات والأسواق في العراق وأفغانستان وباكستان والعديد من دول العالم والتي أودت بحياة عشرات بل مئات الآلاف من الأطفال والنساء والشباب وخاصة من أتباع أهل البيت (عليهم السلام).. هذه العمليات الإجرامية بدأت بـ (شكل مكثف ومتوحش) منذ أكثر من سبعة أعوام، فأين كانوا أولئك العلماء؟! أم إن الشر بدأ يعود لحواضنه، وأن "المجاهدين الأشرار" أصبحوا وبالاً على من أفتى لهم (زوراً وبهتاناً) بقطع رأس كل من خالفهم برأي.. لكن عموماً ينبغي أن يكون منطلق التعامل مع هذه الفتوى من مبدأ حسن الظن وقيم التسامح والتفاؤل بما تبقى ببعض النفوس من خير، وبذلك ينبغي دعم مَنْ يقوم بمراجعة الأمور – بشجاعة – ويصرح بموقف حق، ولا يخاف في الله لوم لائم، انتصاراً لقيم الإسلام الحنيف الذي ما جاء رسوله الأعظم (صلى الله عليه وآله) إلا رحمة للعالمين. يقول المجدد الإمام الشيرازي الراحل (أعلى الله درجاته): "اللاعنف مبدأ إسلامي نابع من نظرة الإسلام إلى البشرية، ونابع من الرسالة المحمَّدية التي هي رسالة رحمة للبشر، فلا تحمل أي جانب من العنف والإرهاب، وفيها خطاب معقول للإنسان إذا لم يكن قادراً على الظالم باستخدام السلاح بوجهه، فالمفترض أن يقابلَه بسياسة اللين والصبر، إذ كانت سياسة اللين هي السلاح الذي استخدمه الأنبياء والمصلحون لمقابلة العتاة والطغاة". وكلامه (قدس سره) للذين تعرضوا للظلم ويريدون رفع يد الظلم عنهم، وهو حق إنساني اتفق عليه الجميع، فكيف الأمر بتنظيمات القاعدة وخريجي (مدارس فقه الإرهاب) في السعودية وباكستان والصومال ودول إفريقية الذين من الباطل ينطلقون وإليه يتجهون تحت ذرائع واهية كالتي يقدمون أنفسهم للعالم على أنهم هم مَنْ يمثلون الإسلام وغيرهم في ضلال مبين، وحتى في هذا يقول الإمام الراحل الشيرازي (أعلى الله مقامه): "بالإضافة إلى الآيات الشريفة المنادية إلى العفو، والصفح الجميل، والجنوح إلى السلم والسلام، هناك آيات أُخر تدعو إلى احترام عقائد الآخرين حتى ولو كانت فاسدة وغير صحيحة، وهذا إنما يدل على حرص الإسلام على السماحة واللاعنف في سلوك المسلمين حتى مقابل أصحاب العقائد الضالة التي لا قداسة لها في نظر الإسلام". ويقول المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله): إن "الإسلام دين السلم والسلام، ويعمل على نشر الأمن والأمان والسلم والسلام في العالم، ويسعى في إطفاء نائرة الحرب، وإخماد لهيبها، وانتزاع فتيلها من بين الناس، باجتثاث العوامل الداعية للحرب، وزرع العوامل المشجعة على المحبة والوئام، وعلى الصلح والصفاء، وعلى متاركة الحرب والهدنة وإن كان العدو يدعو إليها مخادعة. وإن الإسلام يحرّم العنف والإرهاب، والغدر والاغتيال، ويحارب كل ما يؤدي الى الذعر والخوف، والرعب والاضطراب في الناس الآمنين". |
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر