الفصل السادس
حوادث ما بعد انتصار الثورة
بعد سنوات، بل وقرون من العمل الجاد والتضحية والشهادة والسجون الموحشة والدماء والدموع والآهات وووو.. استجيبت الدعوات وأزال الله تعالى بقدرته النظام الطاغوتي، وأبدله بالحكومة الإسلامية التي هي الأمل الوحيد لكل المسلمين المجاهدين وطالبي الشهادة، وتزين علم وطننا العزيز الثلاثي الألوان باسم الله، وليس عليه إلا ما يدل على الحكومة الإسلامية.
وفي 12 فروردين عام 1358 هـ ش.( 1 أبريل – نيسان 1979 م) حصل الاستفتاء العام واختار الشعب الإيراني شكل حكومته بأكثر من 98% من الأصوات، وقبل الحكومة الإسلامية بحب ورغبة.
ألف تحية للمعلمين والمربين الذين استطاعوا إيصال المجتمع الإيراني الى هذا الحد من الرشد والوعي بحيث اختاروا الحكومة الإسلامية من بين كل أنواع الحكومات.
ألف تحية لهؤلاء الناس الذين أوجدوا في أنفسهم استحقاق مثل هذه الحكومة.
لقد بدأ تغيير القوانين الطارئة التي استعملت أثناء الثورة وبدأ التحرك نحو أعمال جديدة ومهمة جدا حتى يستطيع الجميع مشاهدة لذة العدالة، والمعنى الحقيقي للحكومة الدينية عن قرب، لذلك كانوا يرجعون الى العلماء ومراجع التقليد، ويبدأون العمل بعد تعيين الواجب وأخذ الإرشادات اللازمة.
مسألة مهمة:
عندما كان الناس يديرون الأوضاع المضطربة والفوضوية في فترة الثورة بقيادة العلماء ومراجع التقليد أزالوا العثرة الأساسية من أمام الحكومة الإسلامية والذي كانت عبارة عن النظام الطاغوتي بواسطة التضحية بأرواحهم وأموالهم وكل امكاناتهم، وهم الآن يريدون من هؤلاء العلماء والمراجع تأسيس النظام الإسلامي بنفس الاتحاد والتعاون وأن يكونوا حماته بنظارتهم ودقتهم.
لم يكن قد مضى عامان على الانتصار عندما استطاع العدو ان يهاجم عماد الحكومة الإسلامية وأساسها القوي والذي هو مراجع التقليد، وجعلهم يواجهون وضعا سيئا جدا حتى أن هؤلاء الناس الذين كانوا يطيعون فتاواهم وبياناتهم وأوامرهم ويبذلون روحهم لم يستطعيوا تحليل مثل هذه المسائل من وجهة نظر الحكومة الإسلامية، ودائما كانوا يسألون أنفسهم والآخرين: إن مراجع التقليد والعلماء الذين أوجدوا الحكومة الدينية من خلال تحملهم لأصعب الظروف، كيف أصبحوا في موضع غضب هذه الحكومة؟
هل خالفوا حكم وقوانين الله؟ هل أصبحوا مانعا أمام تطبيق القوانين الإسلامية؟ هل.. وهل...؟
هذه الأسئلة وأمثالها ليس لها أي معنى فيما يتعلق بالعلماء والمراجع، لأنهم وعلى طول التاريخ كانوا يلقون بأنفسهم في نار غضب الحكام الظالمين حتى يحصلوا على الحكومة الإلهية، فكيف يعارضون الآن تحقيق هدفهم وأهم آمالهم؟ ليس من المعقول أن يسير أحد كل عمره بحد وتضحية وإيثار وراء هدف ما، وعندما يصل الى هذا الهدف يثور عليه.
كان الشعب الإيراني في الداخل والخارج ينظر الى هذه الحوادث ويقيمها بدقة كاملة من منظار الحكومة الإسلامية، ولأنه لم يكن باستطاعتهم تفسيرها أو العثور على صورة شرعية لها، أصبحوا سيئي الظن بهذه الحقيقة التي حصلوا عليها بجهود ثمينة جدا.
لأن الفقيه ومرجع التقليد الذي مدح الى هذا الحد في الأحاديث، وأنهم الحجة ورواة أحاديث الإمام المعصوم (ع) كيف يعزلون الآن في الوقت الذي يحتاج إليهم المجتمع الإسلامي حاجة ماسة، وخاصة أصل النظام والحكومة الدينية؟
إن مسألة اختلاف الرأي بين الفقهاء وعلماء العلوم الإسلامية حقيقة غير قابلة للإنكار، إذ أن أي عالم عند إظهار رأيه يعتمد على استنباطاته من الأدلة النقلية كالقرآن والاحديث ولا يمكنه أبدا أن يعلن رأيه بما يتعارض مع فهمه الخاص، وهذا الأمر ليس مختصا بالمراجع وعلماء الدين بل هو موجود بين كل العلماء والأطباء والمتخصصين، وكل شخص يظهر رأيه في مسألة ما بما يتطابق مع الموازين والمقاييس الموجودة، والجميع يقومون بالاختيار ضمن احترام آراء وعقائد أصحاب الرأي.
الفقهاء ومراجع التقليد ليس لديهم أي نزاع أو اختلاف عدواني مع بعضهم ويحترمون المقام العلمي والفقهي للآخرين أكثر من احترام اخصائيي سائر العلوم لبعضهم.
ولكن لديهم اختلاف في درك وفهم المسائل، ولا يمكن حل مثل هذا الاختلاف، وكما قال الإمام الخميني (قدس سره)، مثل هذه الاختلافات بين أصحاب الرأي هي نفسها رحمة ومقدمة لتكامل وتطور عظيم جدا.
وغالبا ما كان يؤكد على الفقه الجواهري، لان صاحب جواهر الكلام كان فقيها مشهورا ومحققا باحثا، ففي كتابه إلى جانب نقل أقوال العظماء يلجأ الى النقد والتحليل العلمي ويبدي رأيه المختار بشكل استدلالي.
ولكن كيف استطاع العدو ان يجعل من هذه الحقيقة المعقولة والمشروعة والمقبولة بين جميع المحققين وسيلة خطرة لتهديم وتخريب أفضل وأكبر رصيد للإسلام والقرآن والحكومة الإسلامية؟
إن سماحة آية الله العظمى الروحاني ( مد ظله) من الأشخاص الذين سعوا وعملوا بجد من أجل تحقق وبلورة النظام الإسلامي، ولم يستفد من الفرص المتاحة إلا في سبيل الحكومة الدينية.
وإذا طالعت هذه الخلاصة من سيرته الذاتية بشكل جيد، فستظهر الحقيقة نفسها في المحاكمات العامة، ولكن ليس الهدف أن يحكم بشأنه الشعب الإيراني أو الدنيا كلها، بل المقصود هو اليقظة من أجل حفظ القيم التي يحتاجها المجتمع الإسلامي والأجيال الحالية والقادمة.
ولكن من هم القائمون بهذه المؤامرة لتخريب أساس المذهب الشيعي حتى يهاجموا بهذه البساطة قواعده القوية والمحكمة والمتينة، في الوقت الذي تحملوا فيه على مدى قرون من الزمن آلاف الأنواع من الحوادث المرة والصعبة مما هو أعم من الشهادة والسجن والتعذيب و و و. واستطاعوا بقدرة تامة المحافظة بشكل جيد على الإسلام، متكئين على أحاديث وسنن الأئمة الأطهار عليهم السلام، ونقلوه الى الأجيال اللاحقة؟
كيف تجرأ أجراء وعبيد الاستعمار على استعمال قلمهم ولسانهم المسموم، ومهاجمة العلماء والفقهاء والمراجع العظام بكلامهم المخادع الذي لا يخدع إلا بعض عوام الناس؟ حتى تظهر المقولة غير المنطقية والسيئة ( الإسلام بدون علماء الدين )؟
هذه المؤامرات تؤسس الآن بسهولة في مركز العلم والمعرفة، أي في الجامعات، وقع أبناؤنا الطاهرون ومحبوا أمير المؤمنين والأئمة الأحد عشر المعصومين(ع) من أبنائه الذين هم حجج الله، في شباك الصيادين عديمي المروءة.
ليس الموضوع هنا والبحث في أن الفقهاء والعلماء ومراجع التقليد هم أشخاص معصومون، ولا يجب التكلم في مقابل كلامهم، بل أنهم أشخاص عاديون مثل البقية ولا ينزهون أنفسهم أبدا من العيب والنقص والخطأ.
ولكن الموضوع هو أنهم متخصصون في العلوم الدينية ويجب أن يظهروا رأيهم وعقيدتهم بما يتطابق مع أدلة القرآن والحديث كما الطبيب الذي يظهر عقيدته طبق المعلومات التي يملكها فيما يتعلق بوضعية المريض والأدوية التي يحتاجها.
أما لماذا لا يخطأ أو يهاجم أو تهتك حرمة الطبيب وأمثاله عندما يظهر عقيدته؟ ويتعرض مرجع التقليد لكل هذا الهجوم من قبل أعداء الدين والقرآن والإمامة عندما يظهر عقيدته؟ لماذا تقام كل هذه البحوث والخطب في المراكز العلمية على القيم الدينية؟
أليس سبب ذلك هو عدم حضور العلماء والفقهاء والمتخصصين في العلوم الدينية في المراكز العلمية والجامعات؟
بدون شك مثل هذه الخصومة والخشونة ضد مؤسسي النظام الإسلامي ناشئة من فراغ ما، إذ لو أنه استفيد في كل المجالات وخاصة في الجامعات من الذين يملكون قدرة مثل هذه المسؤولية المهمة والصعبة لما حصلت كل هذه الانقلابات والمؤامرات في مدة قصيرة ضد الدين والعلماء.
إن الذي تزين بلباس رجال الدين فقط ولم يحصل أي تعيير أو تحول في روحه ونفسه كيف يستطيع ان يلعب دور رجل الدين والواقعي الذي يظهر كونه رجل دين بكل وجوده عبر إطاعته وعبادته لله واتصاله بعالم الغيب والملكوت الأعلى، ويحول محيط عمله بواسطة المعلومات والأخلاق الحميدة والأنفاس القدسية الى نوع من النورانية المعنوية.
والحمد لله ان مثل هؤلاء العلماء الذين يستطيعون الوقوف امام مثل هذه الأعمال الشيطانية والمؤامرات بمنطق جميل وعقلائي موجودون بكثرة في الحوزات العلمية والمدن والمحافظات، بشرط ان لا يضع عباد الهوى الموانع في طريقهم إذ أن السبب الوحيد لكل هذا الشقاء والمؤامرات ضد الدين وعلماء الإسلام هم هؤلاء الذين أصبحوا عبيد الدنيا، وسدوا طريق الحق كليا وحرفوا وشوهوا الحقيقة لدرجة أن أغلب الناس وقعوا في حيرة وضياع.
وقد ورد في الحديث الشريف (إن أخوف ما أخاف عليكم اثنان: إتباع الهوى وطول الأمل، فأما إتباع الهوى فيصد عن الحق، وأما طول الأمل فينسي الآخرة...).
إن هذين الأمرين سببا في عصرنا الحاضر خسائر غير قابلة للجبر، وكل يوم تفسر وتعرف الحقائق الدينية من قبل إتباع هوى النفس لدرجة أنه أصبح هناك مجموعة في كل مدينة يعتبرون أنفسهم يملكون الحق والباطل بحيث إذا لم يتقبلهم شخص ما أو انتقدهم فإنه يتهم بأنه ضد الدين، ويحرم من كل الحقوق والمزايا المدنية للأبد.
بأي ميزان وأي ملاك يمكن التقدم هكذا في حكومة دينية؟ بدل أن يلاحق المتلاعبون بالدين والنظام الإسلامي.
هوجم العطوفون والمحبون للنظام وأبعدوا للأبد، والان عندما وصل العدو الى أقرب الحصون وأحرق كل آمال الحكومة الدينية بدأنا نشعر ونحس بالفراغ الذي تركه العلماء والمراجع الدينيون المتخصصون.
دور سماحته في عام 1364 هجري شمسي (1985 م)
إن مسألة تعيين شخص ما مكان القائد بعد وفاته موضوع قطعي ومقبول من قبل عقلاء العالم، لأن أي قائد أو زعيم يجب ان يكون لديه نائب أو خلف يخلفه حتى يدير البرامج ويقودها بشكل جيد.
وفي الثقافة الإسلامية، خاصة في المذهب الشيعي حصلت مثل هذه المسألة بعد وفاة الرسول (ص) وحقيقتها طبقا للأدلة العقلية والنقلية هي ما سأكتبه.
إن الأديان الإلهية في كل عصر وزمان تبلغ بواسطة رسول، ولكن لم يوجد نبي ولا وصي انتخبه الناس، بل أن جميع الأنبياء والأوصياء والأئمة المعصومون عليهم السلام عينوا من قبل الله تعالى، وعَُرفوا للناس، لان قدرة تشخيص الناس هي بمقدار إدراكهم وإطلاعهم، وبما أن إطلاع الناس محدود جدا بسبب كون حواسهم ترى الظواهر دائما ولا تعرف بواطن الآخرين، لذلك فإن تشخيص الناس لا يمكن أن يكون كاملا دون عيب أو نقص.
وقد ورد حديث عن صاحب العصر والزمان (عج) في هذا المجال.
روى سعد بن عبد الله القمي في حديث طويل أنه قال: قلت للإمام القائم (عج): مولاي أخبرني لماذا منع الناس من انتخاب إمامهم وزعيمهم؟ فقال: الإمام المصلح أو المفسد؟ فقلت المصلح طبعا.
فقال: بما أن أحدا من الناس ليس لديه إطلاع على صلاح وفساد الأشخاص الباطني، هل من المحتمل ان يكون الشخص المنتخب مفسدا خلافا لتشخيصهم؟..
إن موسى الكليم عليه السلام مع وجود كمال العقل والعلم ورغم أنه كان يوحى إليه ورغم ذلك عندما اختار سبعين شخصا من أعيان قومه وهم أفضلهم ممن لم يكن لديه شك في إيمانهم وإخلاصهم للميقات كما قال القرآن الكريم: واختار موسى قومه سبعين رجلا لميقاتنا، كان انتخابه خاطئا وكانوا جميعا منافقين.
الانتخاب والاختيار الحقيقي هو فقط عمل الذي يمكنه الوصول الى بواطن الأشخاص والذي تكون ضمائر وسرائر الأشخاص واضحة لديه، فإذا كان انتخاب الرسول هكذا، إذا فانتخاب المهاجرين والأنصار بعد رسول الإسلام (ص) لا يساوي فلسا.
إذن فإن انتخاب حجة الله والإمام المعصوم (ع) منحصر بالله تعالى فقط.
وعلى أي حال فإن انتخاب شخص لمسؤولية دينية مهمة يجب أن يكون على الأقل عن طريق الفقهاء ومراجع التقليد العظام حتى يستطيع المنتخب بمشورتهم وحمايتهم من القيام بمسؤولياته تحت ظل الأوامر الإلهية.
في عام 1364 هجري شمسي (1985 م) وبعد عدة سنوات من تشكيل الحكومة الدينية طرحت مسألة خلف لقائد الثورة، وقام مجموعة بعقد جلسة خلف الأبواب المغلقة دون أدنى اعتناء بوجود المراجع والعلماء الكبار وقاموا بتعيين خلف لقائد الثورة بعنوان قائم مقام القائد، وتعريفه للناس. وكان لسماحته تعليق و كلام على ما جرىجاء فيه:
" نحن لا دخل لنا بالشخص الذي انتخبوه في هذه الفترة لأن سوابقه العلمية وأدارته السياسية وكل برامجه واضحة جدا للجميع، بل أن اصل اعتراضنا كان على الطريقة الخاطئة في الانتخاب وعدم معقوليته ومشروعيته.
ففي الوقت الذي بذل فيه كل الناس الواعين والمتيقظين أرواحهم وأموالهم وأولادهم في سبيل القضاء على حكومة الطاغوت، واختاروا الحكومة الإلهية بحب واشتياق عظيمين، كيف يمكن القيام بعمل أساسي ومهم جدا دون التوجه أو الاهتمام بهم أو برأي المراجع المقبولين منهم، أو كيف يمكن توجيه هذا العمل بكل وقاحة في قالب القوانين الدينية؟"
على أي حال فإننا رفعنا صوت اعتراضنا وتوقعنا منذ ذلك اليوم بأخطار جدية ومدمرة تحدق بالنظام الإسلامي، تبعث على الانقسام، وأعلنا بصراحة أنهم شكلوا في تاريخ الإسلام سقيفة بني ساعدة وعينوا من أقذر الأشخاص قيما وخليفة لدين عالمي، ولنبي الإسلام الذي لا مثيل له، وتخلوا عن مثيل القرآن الذي يحتوي على أسرار الغيب الإلهي.
لقد عينوا من لم يكن أصلا يملك القدرة لتولي هكذا مسؤولية وقد أصبح من الغد مالكا للحق ويجب على الجميع تكييف أنفسهم معه.
هذا الانتخاب ليس لائقا أصلا بالنظام الديني، ولأنه في الحكومة الدينية يجب ان يكون الانتخاب بين الأفضل حتى يستطيعوا حراسة وحماية الحكومة الدينة التي لم يؤسس بعظمتها في تاريخ الإسلام، وهذه الحقيقة ثابتة للجميع وهي أنه في بلد مثل إيران بدأ النهضة فيها العلماء ومراجع الدين، وقام أكثر الشعب بل كل الشعب بهذه الحماية بشوق واندفاع حتى آخر رمق، وتحملوا كل أنواع الصعاب من الحرب والمشاكل الاقتصادية و ووو..
هذه النعمة الإلهية الكبيرة كيف تسلم لشخص انتخب دون مراعاة الموازين الشرعية؟.
إننا سنذكر النص الكامل لهذه الكلمة لمن يريد أن يطلع عليه من الراغبين حتى يصدق الجميع وخاصة الجيل الحاضر والآتي أن المراجع والعلماء الأعلام هم حراس الحكومة الدينية في كل عصر وزمان ويعتبرون أنه من الواجب عليه إبعاد ما هو غير ملائم عن أطراف الحكومة الطاهرة والمقدسة، وان لا يعمل إلا طبقا للموازين الشرعية.
مع أن هذا التوقع يظهر إحساسنا بالمسؤولية وتعهدنا في مقابل الثورة والحكومة الإسلامية، إلا أن تكليفنا الشرعي كان حماية وحراسة هذه النعمة الإلهية العظيمة جدا والقيمة التي كانت على طول التاريخ ولا تزال أملا لكل العلماء والمراجع والمسلمين الذين يعشقون القرآن وأهل البيت عليهم السلام.
نص خطبة سماحته فيما يتعلق بتعيين نائب للقائد بعد الدرس في مسجد محمدية بتاريخ 6-9-1364 هجري شمسي (1985 م)
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم هذا المقدار من الروايات الكثيرة الواردة في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والروايات والأدلة المحكمة الدالة على أنه إذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله.
أو ما ورد في خطبة المعصوم عليه السلام الشريفة ان الله تبارك وتعالى أخذ على العلماء عهدا ان يستقيموا في مقابل قول الزور ومن يقوم به وأن يثورا للدفاع عن المظلومين، ومع كل هذا نرى أن مولى المتقين علي عليه آلاف التحية والثناء، وضع في مواقف وحصلت حوادث حتى قال:" إن أقول، يقولون حرص على الملك، وإن اسكت يقولوا جزع من الموت ".
ونحن أيضا حصلت لنا في هذا العصر حوادث تشبه تلك، تحصل أعمال خاطئة، الأعمال كثيرة، أي منها إذا أردنا التكلم عنها، هكذا يقولون: طمع في الملك، وإذا لم نقل: قالوا خاف من التفسيق، خاف من الموت، خاف من القتل، أو خاف من الذهاب الى السجن.
ولكني اشهد الله على هذه الحادثة التي حصلت أخيرا، وأنا أريد التحدث عنها، أشهد الله أنني لست طامعا في ملك ولا أفكر ان أكون قائدا ولا أنني إذا سكت أكون خائفا من الموت، بل إنني أقوم بواجبي الشرعي، كما أن مولى المتقين علي عليه السلام كان يخالف تلك الجملة التي قالها عندما يكون أصل الإسلام في خطر، والان هذه هي وظيفتنا.
أنا أرى الإسلام في خطر جدي، أرى عالم التشيع في خطر جدي، ووظيفتي أن أقول، وقولي هذا ليس أنني طامع في ملك.
قسما بالله الأحد الواحد، ليس لدي طلب، ولست طالبا للملك والقيادة، أنا أرى الإسلام في خطر، أرى روحانية رجال الدين في خطر، أرى مرجعية الشيعة في خطر.
إن الحكومة الإسلامية التي كان أساس بناءها ان القائد والحاكم يجب أن يعين من قبل الله، ولا دخل للناس في ذلك، والنزاع الذي كان في بدء تشكيل الحكومة الإسلامية هو أن العلماء ورجال الدين كانوا يقولون أنه لا يوجد أي عنوان آخر يكون ميزانا بالرجوع الى آراء المسلمين والناس، ولا يمكننا القول أن مثل هذا الشيء موجود باسم الحكومة الإسلامية، الحكومة الإسلامية هي أن يكون إمام الزمان (ع) قد عين حاكما من قبل الله تعالى.
في الأصل هذا هو جوهر الاختلاف بين الشيعة والسنة، وإلا فإن أهل السنة ليس لديهم أي خلاف أو مشكلة مع علي (ع) وأولاد علي (ع) في مسألة بيان الأحكام الإلهية.
أولئك الذين كانوا يذهبون الى بيت علي (ع) ليسألونه الأحكام، أولئك كانوا على استعداد ليهيئوا لأهل بيت العصمة والطهارة أفضل حياة، لو أنهم اكتفوا بالإجابة على المسائل، ولكانوا هيئوا لهم أفضل راحة.
ولكن النزاع كان أنهم عليهم السلام يقولون: حكومة الإسلام هي اليهة ونحن عينا للحكومة، وأولئك يقولون ان الحكومة ليست إلهية، بل يجب على الناس التعيين.
إن أساس اختلاف الشيعة والسنة هو هذا.
وكل النزاع هنا هو هذا، لأنه يجب أن لا يرجع لآراء الناس في تعيين الحاكم، والحاكم يجب ان يعينه امام الزمان عجل الله تعالى فرجه.
وهؤلاء الرجال لو أنهم جاؤوا من طرق أخرى وقالوا ان زيد أو عمر يليق بالحكومة، وهذا ما فهمناه من قول صاحب الزمان (ع)، رأينا مثلا صا حب الزمان في المنام البارحة مثلا وقال لنا ان نعين زيدا مثلا نائبا. لو حصل مثل هذا لما تكلم أحد.
ولكن ما حصل الليلة الماضية هو أن هؤلاء الرجال جلسوا معا في غرفة مغلقة.
وهنا شهدوا– شهادة زور وكذب – أن هذا هو رأي الأكثرية، ثم قالوا ان السيد الخميني انتخب زيدا للمرجعية.
فهل المرجعية هي في عدد من الأشخاص وعوام الناس حتى يعنوا المرجع؟
القيادة ليست في يد تلك المجموعة أو تلك، مثل هذا الشيء يؤدي بالحكومة الإسلامية الى الفناء، هذه الحكومة ليست إسلامية، وباسم الإسلام.
هي أسوأ من تلك الحكومات غير الإسلامية و التي لم يوضع عليها اسم الإسلام.
أنا أعلن هنا أنني مخالف لهذه الطريقة في الانتخاب.
هذه الطريقة في الانتخاب مخالفة لأصل أحكام وقوانين الإسلام، هي مغايرة لأصل الحكومة الإسلامية مما يؤدي الى وضع الحومة الإسلامية في خطر السقوط الحتمي.
وهذا سيكون سببا كما بدؤا في صدر الإسلام تحت عنوان الآراء العامة وحرفوا مسير الخلافة عن المسير الذي عينه الله حتى وصل الأمر بأن أصبح يزيد خليفة للمسلمين.
وأنا أرى أنه سيكون في يوم ما الحاكم على وطننا الإسلامي وعلى حكومتنا الإسلامية رجل فاسق، فاجر وأكثر من ذلك.
إذ ليس في الأمر عناء أن يجلس مجموعة ويقولون أنهم قيمون على الناس ويقولون ان الناس انتخبوا...
أولا: هذا كذب فالناس لم ينتخبوا أحدا..
ثانيا: حتى ولو كان هذا الكلام صحيحا فهو مخالف لأصل الحكومة الدينية.
أي منطق هو هذا؟
أنا لست مرشحا للقيادة، أنا لا أفكر بالقيادة ولكني مخالف لهذه الطريقة في انتخاب القائد.
هذا يعرض اصل الإسلام للخطر، يعرض اصل الولاية للخطر.
لا يبقى شيء بعدها من الإسلام.(إذا كانوا قد أبقوا منه شيئا حتى ذلك اليوم )
ولا من علماء الدين، وهذا يكون سببا لفناء كل هؤلاء.
حتما للموضوع بحث مفصل ويجب ان يبحث في جلسات متعددة، وما قلته هو بمثابة إشارة لهذا الموضوع وإنشاء الله سأبحثه في وقت آخر.
الموضوع هو هذا: هذه الطريقة في تعيين القائد مخالفة لقوانين الإسلام الصريحة، وهذه الحكومة غير إسلامية،وباسم الإسلام.
وهذا النوع من الحكومات ضرره على الإسلام أضعاف تلك الحكومات غير الإسلامية التي لا تحمل اسم الإسلام.
ضرره أكثر وكأن فرقهما هو كالفرق بين من يقوم أحيانا بمعصية ويكون معترفا بأنها معصية، ولكن حينا آخر يقوم شخص بمعصية ويقول هذا هو حكم الله وهو جائز، والثاني يكون ضرره أكثر من الأول، هذا النوع من الحكومات التي تعمل باسم الإسلام ضد الإسلام وضد القوانين الإسلامية الصريحة هذه ضررها أكثر من الحكومات غير الإسلامية التي لا تدعي الإسلام.
وبرأيي إنها أسوأ من الحكومة الشيوعية، لذلك فأنا مخالف لهذا النوع من الحكومة، وهنا أعلن مخالفتي، وسأكتب رسالة الى متولي الأمر.
وسأقدم قدر استطاعتي، وكذلك أريد ان أعلن لكل أولئك المسلمين الذين قدموا كل هؤلاء القتلى وعملوا كل تلك الأعمال وتحملوا الأضرار المالية والروحية وكان هدفهم ان تقام الحكومة الإسلامية والحكومة الإلهية، أعلن لهم أن هذه الحكومة انحرفت عن مسيرها الأصلي ولم تعد حكومة إسلامية.
وهذه الحكومة مخالفة لكل قوانين الإسلام.
إذا بقينا أحياء إنشاء الله سأتحدث بشكل مفصل عن هذا الموضوع في الجلسات اللاحقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إن الحوادث الموجودة في حياة الأشخاص الذين يقفون دائما الى جانب الحق ويدافعون عنه بكل قواهم ويصبرون ويتحملون في مقابل مراراته هي كثيرة جدا، وتستحق السمع.
وسماحة آية الله العظمى السيد الروحاني واحد من هؤلاء الأفراد.
ففي يوم من الأيام هاجم النظام الطاغوتي سماحته لقوله الحق وإعلانه الدفاع عنه، وقد وضعوا منزله تحت الرقابة لفترات، ومنعوا الدخول والخروج ومارسوا ضغطا شديدا على أهله وعائلته وأولاده ثم أبعدوه الى السجن والزنازين الانفرادية المخيفة والمظلمة في بعض الأحيان مع أسوأ الحالات الى ابعد المناطق وعرضوه لتعذيب وأذية غير قابلة للوصف.
وفي يوم آخر هاجم أفراد شرطة الحكومة الإسلامية منزله وتعاملوا معه كما يروي سماحته قائلا:
عندما دخلنا المنزل بعد الدرس والخطبة لم يطل الوقت حتى هجمت مجموعة الى المنزل وتعاملوا معنا كما يحلوا لهم، ولأنني محب لأساس الحكومة الدينية والنظام الإسلامي واعتبر نفسي حاميا ومراقبا لقيمه في كل زمان، فسأصرف النظر عن قول بعض الأمور كي لا يستغل أعداء الحكومة الإسلامية، وفي أي لباس كانوا وتحت أي ذرائع هذه الأمور، لأن الحوادث التي كانت تضغط علينا وعلى حياتنا لا يمكن ان تنسب للحكومة الإسلامية.
كم لدينا من الأعداء في ثياب الأصدقاء ومحبي النظام الإسلامي؟ والذين يريدون بواسطة مثل هذه الأعمال تشويه صورة الدين والحكومة الإسلامية، وإيجاد التساؤلات حولها، ومن حسن الحظ اننا لا ننسب مثل هذه التصرفات والتعامل الخشن الى أفراد الشرطة في النظام الإسلامي، لأنه في الحكومة الدينية يكافأ الذين يقفون الى جانب الحق ويقولون الحق ويدافعون عنه دون الاهتمام بمنفعة شخصية، يكافأ هؤلاء مكافأة قيمة جدا وأهمها هي المحبوبية لدى الله تعالى، وإمام الزمان (عج).
لأن ما يميز الحكومة الدينية عن سائر الحكومات هو أن الملاك والمعيار فيها هو الحق دائما، وأي شخص حتى لو لم يكن مسلما إذا قال الحق يمنح امتيازا ويقبل كلامه.
وعلى هذا الأساس فإن الأقرب الى الحق والذين يتكئون على الحق في القول والعمل ينتخبوا لمسؤوليات النظام الديني، والذين يدخلون الميدان بالحيلة والمكر، أو بالنفاق بالإضافة الى أنهم لا يجدون مكانا لهم في الحكومة الإسلامية بل أنهم يوبخون ويذمون.
ولكن وللأسف فإن هذا الامتياز الكبير أميت وسلب من يد النظام الإسلامي لدرجة أن أحدا لم يكن ليتصور أنه يوما ما وباسم الحكومة الإسلامية سيكون الدفاع عن الحق، أو قول الحق من أكبر الجرائم، وأنه سيتبعها عقوبات غير قابلة للتحمل.
على كل حال نحن جربنا هذه الحقيقة بشكل كامل، لقد حبسنا في المنزل ما يقارب الخمسة عشر عاما، وقد وضعوا أشخاصا من الشرطة داخل وخارج المنزل، وقد صنعوا لهم مركزا صغيرا، أو كشكا خاصا في الزقاق، وقد طبقوا منع الملاقاة بدقة، ولم يكن يسمح لأحد بالدخول، والذين كانت تربطهم بنا علاقة صداقة كانوا يعتقلوا ويرسلوا الى المحكمات الخاصة.
إن قول الحق والإحساس بالمسؤولية والشفقة تجاه ما يتعلق بالثورة الإسلامية أوجد لنا فترة عصيبة وصعبة جدا.
ولكننا لسنا نادمين اطلاقا على مثل هذا القيام بالوظيفة، لأن وظيفة وتكليف أي عالم وفقيه ديني عند ظهور البدع والأعمال غير المشروعة والمخالفة للشرع المقدس أن يرفع صوته، ويدافع عن الحق في كل المجالات.
إذ لو أن علماء الدين لم يعلموا هكذا في أي زمان في مقابل البدع وما يخالف الشرع طبقا للحديث الشريف يكونون موردا للعن من قبل الله.
بعد أن وجه إلينا غضب رؤساء البلد وقالوا وكتبوا ضدنا ما قدروا عليه، صرنا بعد ذلك صابرين في زاوية المنزل في الوحدة والغربة المطلقة ولم يكن صوتنا يصل لأحد حتى نوضح ان ما قلناه هو هذا.
زالت الستائر قليلا قليلا ورفع النقاب عن وجه الأصدقاء والأعداء، وأصبح ثابتا للجميع للصديق والعدو أن جهتي القضية لم تكونا صحيحتين، وأن طريقة الانتخاب لم تكن معقولة وغير مشروعة، ورغم ذلك فإن الصداقة والرفقة لا تزال محفوظة بينهم، فلم ينزل عليهم غضب أو مجازاة كبيرة مقابل المؤامرة الكبيرة جدا والخطرة على الحكومة الدينية، بل أنهم احتفظوا لأنفسهم بالقدرة على الدفاع عن هكذا عمل بشع وغير صحيح، وهذا ما يدل على تعاون الشياطين والمنافقين الذين يدافعون عن بعضهم البعض، ويحمون بعضهم البعض عند ظهور الحوادث المرة.
وفي الوقت الذي تكلمنا فيه بما يتطابق مع الأدلة العقلية والنقلية من اجل حفظ وحراسة النظام الإسلامي، وأن أي إنسان يملك ضميرا يفهم يقينا والأجيال القادمة ستفهم ايضا انه لم يكن لدينا في هذا الخطاب هدف سوى حفظ الدين والحكومة الإسلامية من شر الأهواء النفسية والبدع الخطرة.
أما لماذا يتم التصرف هكذا من الذين تلوثت أيديهم بكل تلك الجنايات والجرائم ووو.. وقادوا مثل هذه المؤامرات ضد النظام الإسلامي..؟؟
وهكذا يعامل الذين لم يكن لديهم أدنى قصد للإساءة ضد الحكومة الإسلامية ويأخذون دائما جانب الحق ويدافعون عنه، وما يتعلق بنا فقد تم على أكمل وجه.؟؟
إن الحوادث المرة التي تقع كل يوم بشكل مبرمج في هذا البلد بحق الذين يعتبرون- بعد صاحب العصر والزمان (عج)- الملجأ والمرجع الوحيد وخاصة الشيعة في العالم هي حوادث مؤلمة جدا.
وهي تحدث بقسوة وخشونة لدرجة أنها تؤثر تأثيرا عميقا في أي سامع، وتجعله يواجه حيرة وضياعا كاملين.
وذلك أن شخصيات عظيمة كسماحة آية الله العظمى السيد الخائي قدس سره، الذي يتمتع بعظمة في جميع مراكز العالم العلمية خاصة في حوزات العلوم الدينية والمجتمعات الإسلامية التي تحث جميع العلماء والفقهاء والمتخصصين في العلوم الإسلامية على تعظيمه وتكريمه واحترامه،
وآثاره العلمية في كل مكان أفضل دليل على هذه الحقيقة.
ولكن هذه الشخصية الفريدة تتعرض في شبكات الأعلام والمقابلات والخطب لهتك الحرمة والجسارة والتجرأ بشكل يوجع قلب أي إنسان يملك ضميرا ويعرف الله.
مثل هذا التعامل مع الشخصيات الكبيرة يجر وراءه عواقب خطرة تنعكس سلبا على ثقة الناس واعتمادهم على العلماء.
وفي موارد أخرى كتب سماحته رسائل مهمة جدا الى( مجلس الخبراء ) ورئيس القوة القضائية، والتي تحكي عن شفقة عميقة بما يتعلق بالحكومة الإسلامية وقيمها.
وسنورد متن الرسائل تباعا:
إعلان تجريم رئيس جمهورية إيران من قبل آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني.
باسمه تعالى وإليه المشتكى
مكتب رئاسة الجمهورية
جناب السيد هاشمي رفسنجاني
في هذه الأيام تحصل في البلد فجائع قل نظيرها في حكومات القرون الوسطى الاستبدادية، وللأسف فإنها تحصل باسم الإسلام الأصيل وتطبق بعنوان أنها أحكام الحياة الإلهية، فيتم سلب الحرية من أصحاب العزاء الحسيني بحجة أنهم يريدون التطبير، وتغلق أبواب الحسينيات وأماكن العزاء، وتصادر الأموال ويسجن عدد كبير من أولئك وينفى عدد آخر ويضرب ويهان العديد من الأشخاص، ويقتل مجموعة في بعض المناطق, و...
وأسوأ من كل هذه الفجائع، والتي برأيي يكون ضررها على الحكومة الإسلامية وعلى واجهتها أكثر، وستكون باعثة على زوالها في حال استمرت هي جرأة ما يسمى بالمصطلح الرائج وعاظ السلاطين على كبار رجال الدين الذين يفتخر ويتباهى بهم العالم الإسلامي مثل: الآيات العظام، الخوئي والنائيني وكاشف الغطاء وعشرات الأفراد الآخرين الذين أفتوا بجواز التطبير بحيث جعلهم أسوأ من شريح القاضي.إضافة الى التجرأ في عبارات أخرى استحي من إعادة قولها.
أليس هذا الشخص مشمولا بالرواية الشريفة: الراد عليهم كالراد علينا وهو على حد الشرك بالله؟
ألا يملك مسؤول الأعلام وظيفة مراقبة بث الخطب؟ أليس لديكم أنتم الذين أقسمتم أن تكونوا حماة وحراس قانون البلد الأساسي أي وظيفة في هذا المجال؟
منذ مدة وأنا أفكر في إعلان تجريمكم، وذلك أنه بأي مجوز قانوني، شرعي، إنساني، أخلاقي؟ أغلقتم باب منزلي منذ عشر سنوات، وسجنتموني وحرمتموني من الحريات التي يجب أن يملكها كل المواطنين في البلد قانونا وشرعا.
ولكن القضية الأخيرة كانت خطرة وغير متوقعة لدرجة أنني مجبر حاليا على الإقدام على ذلك فيما يتعلق بهذا الموضوع الخطير.
أولا: ضد ذاك الذي تجرأ هكذا وبجسارة على مراجع عالم التشيع الكبار وأعلن أنه مذنب على أساس ما قيل: وأن الذي يتجاسر على مراجع الشيعة تقطع علاقته وارتباطاته بآل بيت العصمة والطهارة، ويعتبر مجرما ومذنبا طبقا للقانون الشرعي.
ثانيا: أعلن ارتكاب الذنب من قبل رئيس الأعلام ( المرأي والمسموع) بسبب سماحه بنشر مثل هذه الأراجيف.
ثالثا:أعترض على الدولة بسبب تعاملها بهذه الطريقة مع الناس الذين يقيمون العزاء استنادا لفتوى المراجع.
رابعا: أعلن ارتكاب جنابكم للذنب، وأنت الذي أقسمت أن تكون حاميا وحارسا لقانون البلد الأساسي.
وفي النهاية: أقول وبعنوان النصيحة قبل أن يفوت الأوان، فكروا بحل ما لهذا البلد الذي أصبح على شفير الهاوية من الناحية الاقتصادية والسياسية والدينية، وإلا......
27 محرم 1416 هـ ق. الموافق 5 تير 1374 هـ ش
محمد صادق الحسيني الروحاني
رسالة سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني الى مجلس الخبراء
باسمه جلت أسماؤه
بعد السلام وحسب المعلومات الواصلة فإنه من المفترض ان يتشكل في يوم 21 تير مجلس الخبراء لاتخاذ القرار القانوني بشأن القائد الجديد (المستقبلي).
ورغم التأكد من أن الملاحظات وخاصة من قبلي وقبل أمثالي هي بلا نتيجة، ولسنا نعتقد اهتمامكم بها، ولكن من أجل القيام بالوظيفة الشرعية وإتمام الحجة، وحتى لا يقال: إذا لم تكن مغرضا فلماذا لم تنبه أولا وأعلنت دفعة واحدة.
لذلك سأورد بعض التنبيهات (الملاحظات):
أولا: إن تعيين القائد مسألة مهمة جدا ولها مسؤولية عظيمة، فإن بقية الله أرواح من سواه فداه سيكون ناظرا لهذه الجلسة، وانتبهوا ان تكونوا قدر استطاعتكم باعثين في عملكم على رضايته، واعلموا أنكم إذا قمتم باختياركم وعن عمد بانتخاب خاطئ فستكونون كمن خسر الدنيا والآخرة. ولأن هذا الأمر من الأصول فستكونون شركاء في أي مفسدة ناشئة عن سوء الاختيار ما دامت الحكومة الإسلامية باقية، وكذلك إذا قمتم بالانتخاب الصحيح ستكونون موردا للطف ذلك العظيم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء، وستعمر دنياكم وآخرتكم بدعائه، وستثمر على أيديكم أتعاب علماء الإسلام على طول قرون.
ثانيا: لا تخلطوا بين مرجعية التقليد التي كانت ولا تزال منذ بدء الغيبة الكبرى عبارة عن مقام مقدس ومعنوي وروحي بالقيادة.
دعوا هذا المقام يبقى على قداسته حتى لا يجبر أحد إن لم يكن لديه اعتقاد علمي أو ديني بمنتخبكم على تقليده، ولا تضعوا هذا المقام تحت سلطة الحكومة إن أن خطره عظيم جدا.
ثالثا: عينوا حدود صلاحيات، أو بالمصطلح الرائج "ولاية القائد"، حتى لا يصبح الوضع بأن تقول مجموعة أميين أن تلك الولاية التي كان يملكها الرسول الأكرم (ص) ولم يعملها هي ثابتة للولي الفقيه.
أو تقول مجموعة أن القائد من مصاديق أولي الأمر وإطاعته واجبة، ويجب الالتزام بحكم الحكومة، أو تقول مجموعة أن القائد مجاز في التصرف كما يشاء في الأموال والأنفس، أو إذا قام شخص بعمل خاطئ أو خالف القائد تقوم مجموعة بمصادرة أمواله وأموال أقاربه ويقولون أن مال ونفس هكذا شخص غير محترمة، أو أن....
باختصار: حددوا صلاحيات القائد في هذا البلد كما هي الحال في بقية بلدان العالم، وكما عمل الإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام في مدة حكومته.
رابعا: أعطوا الناس حق انتقاد القائد والاعتراض عليه، إذ أن هذا واحد من خصوصيات الحكومة الإسلامية التي يملك كل فرد فيها حق الاعتراض، وإن سيرة الرسول (ص) والأمير (ع) والروايات شواهد على هذا.
لا يجب ان يكون الوضع بأن يسجن شخص ما إذا اعترض بغض النظر عن مقامه.
خامسا: إذا قام القائد بأي عمل خاطئ، أو سكت في مقابل عمل خاطئ، أو لم يكن أهلا، أو تحقق شيء من الأمور الباعثة على سقوطه شرعا، عينوا مرجعا للنظر في هذا الأمر كمراجع التقليد مثلا.
إن أفراد مجلس الخبراء لا يصلحون للقيام بهذا الأمر لأن اختيارهم بيد القائد، بالإضافة الى أنه لو كان الأعضاء جيدون الآن فإنهم لن يكونوا هكذا دائما.
سادسا: بما أن غير المعصوم يخطئ فلا تجعلوا للقائد حق اتخاذ القرار في الأمور المهمة دون المشورة مع الأفراد المطلعين والمتدينين من ذوي البصيرة.
ولا أن يكون حكمه واجب الإجراء دون استشارة أهل الحل والعقد. والسلام على من اتبع الهدى.
في:22 شوال 1406 هـ ق الموافق 9-4- 1365 هـ ش
محمد صادق الحسيني الروحاني
متن تلغراف سماحة آية الله العظمى السيد الروحاني مد ظله العالي
فوري (مستعجل): طهران
جناب السيد بني صدر رئيس الجمهورية
بعد السلام
إن بعض مواد مشروع إصلاح الأراضي الذي وصل أخيرا الى مرحلة التنفيذ مخالفة للشرع الانور، ومن جهة أخرى فإن تنفيذ هذا المشروع مخالف للقانون الأساسي، لأنه:
أولا: ليس لشورى الثورة الحق في تصويبه.
ثانيا: إنها لم تصادق عليه.
ثالثا: لم يقدم الى ( شوراي نكهبان ) ولم يؤيده قائد الثورة أيضا.
كما أعلن مراجع التقليد أنه مخالف للشرع.
ولكن وللأسف فقد قلتم في إحدى مقابلاتكم التلفزيونية ان المشروع المذكور قيد التنفيذ.
إن الواجب هو تدارك هذا الخطأ الفادح فورا وإعطاء الأمر بعدم تنفيذه وتطمين مشاعر المسلمين التي أصابها القلق والاضطراب، ودعوا الناس تشارك في الانتخابات بتلك العلاقة المذهبية الخاصة التي يملكونها، وما يحملوه من تفاؤل بالنسبة للجمهورية الإسلامية.
وإذا كنتم تحبون الإطلاع على قلق شعب إيران المسلم فارسلوا مندوبا من قبلكم للإطلاع على التلغرافات والخطابات والرسائل التي أرسلها الناس لنا.
محمد صادق الحسيني الروحاني
الرسالة المفتوحة من سماحة آية الله العظمى السيد محمد صادق الحسيني الروحاني الى رئاسة القوة القضائية
باسمه تعالى واليه المشتكى
إن رجال الدين الذين يستلهمون طريقهم من أوامر وسيرة الأئمة الأطهار (ع) ثاروا من 32 -33 عاما(1963 م ) ضد الحكومة الظالمة المعادية للدين، عميلة الاستكبار العالمي من أجل تنفيذ أحكام الإسلام وبسط العدالة الاجتماعية، وفي النهاية لتشكيل الحكومة الإسلامية.
في بداية تلك الثورة المقدسة والتي من المؤكد أنها كانت موردا لتأييد صاحب العصر والزمان (أرواح من سواه فداه) وكان أثرها كل تلك الروحانية وذلك الصفاء والانتصارات غير القابلة للتصديق، وقد دخل جميع العلماء في تلك النهضة،ولم يكن هناك أي مخالف، ولكن وفي الوسط انفصل عنها الأكثرية.
أما الكبار فبسبب اليأس من الوصول الى النتيجة المطلوبة، والتوهم بأن النهضة من الممكن ان تكون سببا لزوال النتائج التي تحققت، والشباب لأسباب أخرى.
لا شك أنك رأيت واطلعت على ملفات السافاك(جهاز الاستخبارات الشاهنشاهي).
في زمان الغربة ذاك كنت أنا واحدا من ركني النهضة، ولأنني كنت وحيدا وكان الركن الركين في النجف الاشرف، فكانت الهجمات الداخلية والخارجية كالنفي الى مناطق سيئة الماء والهواء والزنازين الانفرادية والتعذيب والتعرض لأساطين وكبار الحوزة و...كثيرة وغير قابلة للتحمل لدرجة أنها جعلت الاستقامة أمرا صعبا.
في ذلك الوقت كانت تصل رسائل متعددة من شخص السيد الخميني من النجف وكلها موجودة ويمكن عرضها إذا حصل لقاء، وكان مضمونها تقريبا: أن استمرار النهضة متوقف على ثباتكم وتحملكم للشدائد والمشاكل. استمروا لأجل الله.والحمد لله حصلت النتيجة المطلوبة وتشكلت الحكومة الإسلامية وهزت الدنيا ونفذت كما في صدر الإسلام في كل المجتمعات البشرية وحكومات العالم، ولو أنها استمرت بنفس ذاك النقاء والصفاء لكان الوضع الى الآن جيدا جدا ولكانت الدنيا أصبحت مهيأة لظهور بقية الله أرواحنا فداه.
ولكن وللأسف تحولت نهضة علماء الدين الى نهضة فردية، وفي النتيجة أصبح معيار الحب والبغض شخصيا.
جاء مجموعة من المتجددين والمتأثرين بالغرب من الخارج وتولوا المناصب الحساسة، واجتمع مجموعة من مخالفي الثورة بادعائهم حماية شخص السيد الخميني حوله، وأبعدوا الأشخاص العاملين عنه باتهامات واهية ووقفوا امام اجتماعه أو اتصاله بالأشخاص المخلصين والخدومين بحجة المرض.
في آخر لقاء لي معه والذي انعقد بدعوة منه للبحث في الأمور العامة عملوا رغم إرادته على عدم السماح بالتكلم معه، ومن المؤكد ان حضرتكم كنتم من الأشخاص الذين لم يستطيعوا عرض ما تظنون صلاحه، وما أذكره أنهم كانوا على وشك إبعادكم بجرم مخالفة قائمقام مقام القائد و...
وأنا كنت من الأشخاص الذين لم يرتأو صلاح تعاملي معه، لذلك لم يتوانوا عن ممارسة أي شيء ضدي أو أي اتهام، وحرموني انا وأبنائي من كل مزايا الحكومة الإسلامية، في ذلك الوقت.
ولكي لا تنهزم الحكومة الإسلامية الحديثة النشأة قررت أن أخرج من البلد لمدة، وحجزت تذكرة وانتشر الخبر.وفي تلك الأيام عرضت عدة أحزاب مخالفة والتي يملك أحدها جماهير شعبية بنسبة جيدة، عرضوا علي أن يقوموا بتشكيل مظاهرات واسعة عند ذهابي ابتداء من جنة الزهراء وحتى المطار لتوديعي، وجاء سفير سوريا الى منزلي وقدم لي دعوة رسمية من قبل السيد حافظ الأسد، وقال أنهم يتعاملون معنا تعامل المقامات الرسمية وأي مدة أبقاها سأكون الضيف الشخصي لرئيس الجمهورية.
في تلك الاثناء جئتَ الى منزلي وقلتَ أن المدرسين عقدوا اجتماعا وأمروني ان اطلب منك بالنيابة عنهم الانصراف عن هذا السفر، وإذا لم تقبل فسيأتون جميعا ويطلبون ذلك.
وأحضر لي قبلكم السيد أحمد الخميني نفس الرسالة من طرف والده.
ومع أنه كان لذلك السفر كل أنواع المنفعة الشخصية لي إلا أنني وحفاظا على مصلحة الحكومة الإسلامية وأهميتها انصرفت عن ذلك السفر ولم أكن أتدخل في شيء حتى استجدت مسألة قائم مقام القائد، فبينت إشكالاتي بشكل مؤدب بعد الدرس على كيفية انتخاب القائد مع مجموعة من الإشكالات، وبعد مدة قال شخص السيد الخميني أضعاف ما كنت قد قلته.
ومن العجب ان الشيخ منتظري قال في الآونة الأخيرة:أنني كنت موافقا لكلامك وكنت مخالفا بجدية لإقفال منزلكم ولكني لم استطع فعل شيء.
على كل حال فإنه وقرابة نصف الليل هجمت مجموعة مسلحة الى المنزل وبقي جماعة كبيرة جدا خارج المنزل، وأولئك الذين دخلوا المنزل أهانوا وهتكوا بأي شكل تتصوره.
ومع أنه منذ بداية تلك الجلسة التي استمرت أربع ساعات كان مجموعة من المسلحين خارج الغرفة قد صوبوا أسلحتهم باتجاهي منتظرين الأمر، وقبل ما يقارب من نصف ساعة من نهاية الجلسة قام ثعلب في ثياب نعجة، شخص في الظاهر عالم دين قام برفع مسدسه وتوجيهه الى صدري وقال: إذا لم تقل أنك أخطأت، فإني سأقتلك الآن وتهجم الجماعة الواقفة خارج المنزل الى الداخل ونظهر أن أهالي قم قتلوا فلانا في تظاهرات عامة، ولن يترتب على الأمر أي نتائج سلبية.
وبعد مرور أربع ساعات ودون الوصول الى أية نتيجة تفرقت الجماعة بعد أخذ رسائل وبعض الكتب وأشرطة أحاديث متنوعة، وبقي مجموعة في المنزل حتى الليلة التالية، وفي أوائل الليلة التالية أحضروا سيارة وأخذوني الى مكان وقالوا: بما أن حكم إعدامك قد صدر فقد أحضرناك لتنفيذ حكم الإعدام، ولكن يمكنك نقض الحكم بواسطة حديث تلفزيوني.
فتحدثت وبينت بالإضافة الى إشكالاتي السابقة بقية إشكالاتي بحيث قال المسؤول: إذا كان لدينا حتى الآن ترديد في إعدامك فقد زال هذا الترديد بهذا الحديث.
منذ ذلك التاريخ وحتى الآن، أي ما يقارب العشر سنوات أغلقوا باب المنزل، وحتى لمدة خمس سنوات لم يكن هناك إجازة حتى للنساء في الخروج من المنزل ولم يكونوا يسمحوا لأحد بدخول المنزل حتى الأقارب وكانت الملاقاة ممنوعة كليا ولا تزال.
صادروا المدرسة التي كنت قد بنيتها بأموالي الشخصية، وأخرجوا وكيلي، وكذلك المكتبة المجللة التي كنت قد أسستها جانب المدرسة، حجزوا المال الموجود في البنك، وأخذوا البيت الذي أملك قسما منه والقسم الآخر منه (محبوسة ) وأنا ولي عليه.
ومنذ ثلاث سنوات علمت أنهم وعدوا أبناء المرحوم السيد الحكيم بذلك البيت كي يبنوا مدرسة باسمه.
واللافت في الأمر أنه جاء رجل دين من طهران من أجل ذلك المقدار من المحبوسة لإجراء المعاملة بشأنه وقال: بعنوان ولاية الفقيه أسلب المالكية من فلان، أذهبوا وأجروا المعاملة على كل البيت.
(قطعا لم يقبل أبناء المرحوم بذلك وفسخوا المعاملة ).
وكان شخص قد أعطاني عدة آلاف من أمتار الأرض في منطقة جيدة من المدينة لطباعة دورة فقه، وأعمال خيرية أخرى فأخذوها كذلك، وقالوا أن سبب ذلك هو أن هذه الأموال أعطيت لك بعنوان أنك آية الله، وبما أن السيد الخميني قد سلب هذا العنوان منك لذلك فستنقل منك الى آية الله آخر.!
وفي أيام قصف المدينة عندما خرج من تمكن من ذلك، منعوا سفري أنا وأولادي، ولوحتى مع الحرس الى أطراف المدينة.
وفي الخمس سنوات الأخيرة التي مرت، مرضت وساءت حالتي جدا، فأخذوني الى طهران.ولم يسمحوا بحضور طبيب من الخارج، وبعد عدة ليالي وبحجة أنه سيأتي عدة أحزاب مخالفة الى المستشفى ويخطفوا (فلان ) فنحن لدينا الأمر بإطلاق النار ولم يسمحوا بإكمال المعالجة.
في الآونة الأخيرة أعطوا حرية قليلة جدا بحيث يمكن لمجموعة من الاستفادة من البطاقة الشخصية مع عدد من القيود الأخرى والمجيئ لملاقاتي، والبارحة الذي كان يوم ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع) جاءت مجموعة بتلك الإجازة وحصل القليل من الازدحام، ولكن قرابة الظهر أحضرت مجموعة من مأموري الأمن والشرطة سيارات الى أمام المنزل واعتقلوا مجموعة مع ضجة وإهانة وأخذوهم، ولا أدر ماذا حل بهم؟ ومن بقي من الناس الذي بقوا الى وقت الغداء جاؤوا بعد الظهر وأخذوهم مع الإهانات الى السجن.
الرسائل العملية والعروة الوثقى بعد الطبع والتجليد وأخذ الإجازة من وزارة الإرشاد ومن محكمة رجال الدين الخاصة ذهبوا وأخذوها كلها من محل التجليد ومنعوا طباعتها مجددا.
ما كتبته هو اختصار عن تعامل القوة القضائية والعسكرية والأمنية معي. ولو أردت كتابة كل تلك المعاملات السيئة والإهانات والأذى الذي تلقيته.. لطال المقام. وهو ما سيحزنكم حتما.
بالنسبة لهذه الحوادث ليس لي أي عمل معك، ولن أطلب الوساطة أيضا.
ولكن بما أنه لديك ارتباط مع المقامات العالية فإن أريد من جنابكم السعي لتحقيق الأمور التالية:
أولا: موافقة الهيئة الحاكمة على خروجي من البلد الى إحدى الدول الإسلامية.
ثانيا: تجديد النظر في مجموعة من القوانين والأحكام المخالفة لأحكام الإسلام مثل:
أ- حكم مجمع تشخيص مصلحة النظام في ما يتعلق بالقضاء بين مجلس الشورى وم، مثلتشخيص مصلحة النظام (شوراي نكهبان ) بالنسبة للقوانين المخالفة لأحكام الإسلام بحيث انه إذا رأى أعضاء مجلس تشخيص مصلحة النظام الصلاح في تلك القوانين فإنها تكتسب صفة رسمية وتصبح لازمة التنفيذ حتى ولو كانت مخالفة لأحكام الإسلام.
ب- بالنسبة للقوانين التي يصوبها المجمع والتي هي مخالفة لأحكام الإسلام،مثل الحكم الذي صوب في الآونة الأخيرة في مجلس التشخيص أنه إذا طلق أحدهم زوجته دون سبب وجيه، فعليه أن يعطيها نصف الدخل أيام الزواج حتى ولو لم يكن قد شرط ذلك.
وبكامل التعجب والتأثر ورغم أن جنابكم شخص متعلم وذو سابقة جيدة فقد أعلنتَ للقضاة إنهم مكلفون بالعمل طبقا لهذا القانون.
ألا تعتبر هذا بدعة في الدين؟ أليس لازم جعل هذا القانون أن دين الإسلام ناقص وبحاجة للإتمام؟ وأي تتميم هو هذا؟ تتميم من قبل أشخاص مثل أعضاء مجلس تشخيص المصلحة، ألست منتبها لكونك شريكا في العواقب السيئة لهذا القانون؟ ألا تحتمل أن قلب ولي الله الأعظم المقدس، أرواحنا فداه سيتألم وسيجرح؟.
ت- ومثل موسيقى اللهو التي أصبحت رائجة في الآونة الأخيرة في البلد وفي وسائل الأعلام. وينسبوا الى البعض بدون إنصاف إفتاءهم بجوازها، في الوقت الذي أملك كتابة بخطه يقول فيها بصراحة ان الموسيقى حرام مطلقا.
ث- وكذلك مثل الشطرنج والذي تعتبر حرمته من بديهيات الفقه، وقد أفتى الفقهاء العظام أيضا بحرمته صراحة في كتبهم.
وكذلك الحال في عدة تعرفها أنت حتما.
ثالثا: مسألة اللعب بالمرجعية، وهذا في الحقيقة تضعيف لنفس النظام بحيث طبع مجموعة من الأميين وعلى مستوى متدن من العلم رسائل عملية، ويوحي مجموعة بواسطة إعلانات مضللة ان الحكومة أعطت رأيا لزيد وعمر، في الوقت الذي لا يملكون فيه لياقة التصدي لهذا المنصب العظيم.
على كل حال اجتمع عقلاء القوم والعلماء المتقون ومدرسوا الحوزة العلمية وأعلنوا عن الأشخاص الواجدين للشرائط ووقفوا امام الممثلين كي لا يكونوا مانعا من تقدم واجدي الشرائط.
رابعا: أن لا يسمحوا لأي شخص نافذ من بيان أي حكم يرتئيه في الصحف أو الراديو أو خطبة صلاة الجمعة مثل وجوب الزكاة على السيارة، وهذا سمعته من خطيب صلاة الجمعة يفتي به.
أو جزئية شعار الموت لأميركا في مناسك الحج، وأنه إذا ترك أحدهم هذه الفريضة يكون حجه باطلا، وغيرها من الأحكام.
وكذلك إهانة مراجع الشيعة العظام الذين لم يفتوا بهذه الفتاوى.
في النهاية ورغم أنه لدي الكثير من المطالب للكتابة ولكن بما أن الرسالة أصبحت طويلة فسأختمها هنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في:21جمادي الثانية 1415 هـ ق
الموافق: 4- 9-1373
محمد صادق الحسيني الروحاني
هیچ نظری موجود نیست:
ارسال یک نظر