۱۳۸۹ تیر ۴, جمعه

مرجع آلمانیان و استفتاء در باب قمه زنی

Ayatollah Scheich Mohammad Musa Al-Yaqoobi


Rechtsfragen - Tatbir und Zanjeer
هنرور: آیة الله یعقوبی مرجعی است در عراق که بسیاری از شیعیان آلمان از وی تقلید می نمایند، و بدیهی است که نوشتن و سخن گفتن وی به زبان آلمانی تأثیر عمده ای در این امر داشته است، چنانکه سایت استفتائات وی از مفهوم این اصطلاح فراتر رفته و به یک فروم شبیه شده که مقلدان، مؤمنان دیگر و حتی افراد معمولی در آن حضور می یابند و از نظر شیعیان نسبت به امور پرسش می کنند و آگاهی حاصل می نمایند. ضمن تأکید بر اینکه نزاع دولت-حکومت با بخش قابل توجهی از روحانیت-مرجعیت بر سر "قمه زنی" اساساً همانقدر به دور از واقع طرح و همواره خرج بازی های سیاسی شده، و اینکه اصرار علما ابدا به خود مسأله مربوط نیست، بلکه به کیفیت مواجهه ی نظام با فتاوای مخالف ناظر است، فتاوا و آراء ایشان در باب قمه زنی به عنوان مرجعی عراقی و بی تفاوت نسبت به امور جمهوری اسلامی که در عین حال با مخاطبانی بیگانه از معادلات سیاسی و منازعات ما سخن می گوید، شاید به کار پی گیران و پژوهش گران در این قبیل مسائل بیاید:

FRAGE: Was ist die Meinung ihrer Eminenz bezüglich das "Tatbir"? Ist es uns erlaubt unser Blut in dieser Weise zu vergießen, während wir über unsere Imame (as.) trauern?

ANTWORT: Der Schari`a nach darf man keine unlogische für den Menschen schädliche Taten begehen. Das gilt auch für Taten, die den Ruf der Religion oder der Ahlulbait verderben. Tatsächlich wollte Imam Al Hussein die Nation seines Großvaters reformieren sowie Gutes gebieten und Schlechtes verwehren. Wer nun den Imam als Vorbild nehmen möchte, der sollte die gesegneten Ziele des Imam zu verwirklichen versuchen.

FRAGE: Wie ist die Überlieferung einzustufen, das Sayida Zeynab (a. s.) die erste war, die Tatbir durchgeführt hat? Und das Imam Zaynel Abidin (a. s.) und Zeynab (a. s.) die ersten waren, die Feuerlauf durchgeführt haben? Darf man Tatbir oder Zanjeer machen oder sich auf die Brust schlagen?

ANTWORT: Solche Handlungen basieren auf keiner Grundlage. Seyyeda Zainab (a. s.) hat weder Tatbir noch Feuerlauf durchgeführt. Solche Handlungen wurden, wie man hört, von den Indern übernommen.

FRAGE:
Wie stehen sie zu Tatbir?
ANTWORT:
Solche Handlungen basieren auf keiner Grundlage. Solche Handlungen wurden, wie man hört, von den Indern übernommen

در ادامه ی مطلب می توانید زندگی نامه ی ایشان را بخوانید:


السيرة الذاتية
نسبه واسرته:

هو الشيخ محمد بن الشيخ موسى بن الشيخ محمد علي بن الشيخ يعقوب بن الحاج جعفر.
ابوه الشيخ موسى (1345-1402 / 1926-1982) خطيب شاعر أصدر مجلة الايمان في النجف (1963- 1968) وكانت لسان النجف المعبّرة عن آلامها وآمالها -كما وصفت- في تلك الحقبة الزاهرة من حيث وجود المفكرين والعلماء العظام والمضطربة بالتيارات الفكرية والاجتماعية التي ماجت بها النجف وعموم العراق وقد كتب عنه ولده الشيخ محمد كتاباً عنوانه (الشيخ موسى اليعقوبي: حياته-شعره).
جده الشيخ محمد علي (1313- 1385 / 1896- 1965) الملقب بشيخ الخطباء لكونه مؤسس مدرسة جديدة في الخطابة وتخرج على يديه عدد كبير من رموز المنبر وقد اشار الى ذلك الخطيب الشهير المرحوم الشيخ احمد الوائلي في كتابه (تجاربي مع المنبر) محقق ضليع في التاريخ والادب والرجال وله مؤلفات وتحقيقات جليله وهو غني عن التعريف والمصادر الكثيرة تشهد بذلك.
وجد أبيه الشيخ يعقوب (1270- 1329 / 1853-1910) ، شاعر كبير وخطيب ماهر استفاد من المدرسة العرفانية للشيخ حسين قلي الهمداني والشيخ جعفر الشوشتري، له ديوان مطبوع له ترجمة في كتاب الحصون المنيعة للشيخ علي والد الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وفي الطليعة للشيخ محمد السماوي وأعيان الشيعة للسيد محسن الأمين والبابليات للشيخ محمد علي اليعقوبي (نقباء البشر في القرن الرابع عشر) للشيخ آغا بزرك الطهراني و (معارف الرجال) للشيخ محمد حرز الدين، ومما قال الأخير –وهو معاصر له- أنه كان (واعظاً مبرزاً وخطيباً أخلاقياً عارفاً ومن أهل الفضل والكمال وأرباب السير والتاريخ، ثقة عدل أمين حافظ ذاكر، يعدّ من شيوخ الأدب العربي في العراق، وشيخ الخطباء الموجهين للجماهير المؤمنة أخذ العلم والارشاد في النجف عن العالم الرباني استاذ الخطباء والمرشدين الشيخ جعفر الشوشتري المتوفى سنة 1303هـ، والأخلاق والعرفان عن العالم الأخلاقي الشيخ ملا حسين قلي الهمداني النجفي المتوفى سنة 1311 هـ والأدب على مشاهير ادباء النجف منهم شاعر العراق السيد ابراهيم الطباطبائي المتوفى سنة 1319)[1] وكان موضع ثقة مراجع الدين وفي احدى اجازاته الصادرة من المرجع الكبير الشيخ محمد حسين الكاظمي –صاحب الهداية- كتبها له سنة 1294 يقول (انه محل اعتمادنا والآخذ عنه كالآخذ عنا بالمشافهة)[2]
وراس الاســــرة الحاج جعفر (1200- 1289) -الذي يتفرع منه آل اليعقوبي المنتشرون اليوم- من وجهاء النجف وكانت له املاك كثيرة وقد اعتمد عليه الشيخ موسى بن الشيخ جعفر الكبير كاشف الغطاء المتوفى سنة (1243) في بناء سور النجف لحمايتها من هجمات الوهابيين.
وقد سكنت الاصول الاولى للاسرة مدينة النجف منذ قرون بحيث ان الشيخ يعقوب المتقدم ذكره المولود في النجف (1853) يعبر عنها بمواطن آبائي في ابيات يقول فيها:

تغرّبت عن ارض الغري فلم تكن
حبستُ ركابي عندها اليوم بعدما
مواطن آبائي بهــــــــــــــا واحبتي



تقر عيوني او تطيب حياتي
أذبتُ عليها النفس بالزفرات

وفيها مغاني اسرتي وسراتي(1)


والاسرة عربية المحتد تتفرع عن قبيلة الاوس الانصارية وجدهم معاوية بن اسحق بن زيد بن حارثة بن عامر كان قائد قوات زيد الشهيد ابن الامام زين العابدين (عليه السلام) واستشهد معه، وزيد بن حارثة او يزيد بن جارية على اختلاف النسخ من اصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد اشرت الى تفاصيل عن الاسرة في كتاب (الشيخ موسى اليعقوبي: حياته-شعره).

ولادته و نشأته:

ولد في النجف الاشرف فجر المولد النبوي الشريف (17) ربيع الاول (1380) الموافق (9) ايلول (1960) في بيت جده اليعقوبي في محلة البراق الذي كان منتدىً عليماً وأدبياً يرتاده العلماء والمفكرون والأدباء من داخل العراق وخارجه ويتشوقون إلى الحضور في مجالسها في ذلك قال المرحوم السيد محمود الحبوبي:
تزفُّ إليك مثل البرق عجلى               من البيت الممجد في (البراق)
 ونشأ هناك حتى عام (1968) حيث انتقل والده الى بغداد لارتباطه بمسؤوليات دينية واجتماعية مع المرحوم الشهيد السيد مهدي نجل المرجع الديني الكبير السيد محسن الحكيم واكمل دراسته الابتدائية والثانوية بتفوق فقبل عام (1978) في قسم الهندسة المدنية من كلية الهندسة في جامعة بغداد وتخرج فيها عام (1982) وتخلف عن الخدمة العسكرية منذ اللحظة الاولى لانه كان يرى ان مجرد ارتداء الملابس العسكرية هو تكثير للسواد على جيش الاسلام المتمثل بالقوات الايرانية في الحرب المفروضة، وهذه الحالة أخرت زواجه حتى انتهاء الحرب العراقية الايرانية فاقترن بعد نهايتها مباشرة بكريمة المرحوم الشهيد السيد محسن الموسوي الغريفي وبين الاسرتين مصاهرات متعددة.
صاحب والده كثيراً منذ صغره في مجالس خطابته والى المساجد التي كان يقيم فيها الصلاة جماعة وكان يحفظ عدداً من الادعية فيقرأها على المصلين بعد اداء الفرائض وهو دون العاشرة من العمر ومن هنا بدأت نشأته الدينية وكان ينقل الى والدته بعد عودته الى البيت الموضوع الذي تحدث عنه والده بالتفصيل وكان والده يعرفه الى اخوانه ومعارفه في المجالس والمنتديات لنبوغه في الحساب فيمتحنونه وهو دون السابعة من العمر بمسائل في الضرب والجمع وهو يجيبها فوراً ولازال عدد من اقران ابيه يتذكرون ذلك ومن بين الذين استانسوا بهذه الموهبة المرجع الديني الكبير المرحوم السيد محسن الحكيم المتوفى عام (1970) وكان يقدم له هدية بعد كل امتحان.
وبعد انتقالهم الى بغداد سكنوا الكرادة الشرقية قرب جامع التميمي مقر المرحوم السيد مهدي الحكيم وكانت الكرادة يومئذ تزهو بالعلماء العاملين والمفكرين والشباب الواعين كالسيد مرتضى العسكري والشيخ عارف البصري (قدس سره) وفيها مكتبات قيمة في جميع حقول العلم والمعرفة فكان اخوه الاكبر المرحوم الشيخ علي يصحبه معه حباً به واعتزازاً ورعاية لمواهبه فاستفاد كثيراً من ذلك وكان يأتيه بالكتب المصورة للاطفال التي كانت تصدر في عدد من البلدان الاسلامية خصوصاً سلسلة القصص الديني للاطفال التي كانت تردنا من مصر فبدأت علاقته بالكتاب الديني وتعلق به ثم بدأ بقراءة كتب التاريخ والسيرة والرجال لما فيها من طابع قصصي مع ما فيها من الدرس والعبر.
وفي صيف عام (1970) بدأ المرحوم السيد علي العلوي في مسجده بحي العبيدي في بغداد مشروعاً للاستفادة من العطلة الصيفية للطلبة بفتح دورات دراسية في العلوم الحوزوية على مستويين:
الاول: للشباب حيث يدرس السيد بنفسه الشرائع والمنطق وقطر الندى.
والثاني: للاطفال يدرس فيها اولاده كتباً مبسطة كالنحو الواضح لعلي الجارم فكانت لهذه الدورة التي استمرت سنة او سنتين -حيث سُفِّر المرحوم العلوي الى ايران- أثر واضح في صقل شخصيته وتفكيره وكان بنفس الوقت يعطي دروساً متنوعة بحسب ما استفاد هو من مطالعاته ومن دراسته ومن حضوره في مجالس ابيه قبل صلاتي المغرب والعشاء التي كان يقيمها والده جماعة في مدينة الفضيلية.
انتمى في الصف الثاني المتوسط (أي في الموسم 1973-1974) الى مدرسة الامام الجواد الاهلية الشيعية التي كانت تهتم بالتوعية الاسلامية اضافة الى الدروس الاكادمية المتعارفة، ودرس التربية الاسلامية فيها عند المرحوم الشهيد الشيخ عبد الجبار البصري الذي كان يقيم صلاة الظهرين جماعة قبل انفضاض الطلبة الى بيوتهم وخلال سنتين من وجوده في المدرسة تعلم الكثير وفتح عينه على مستوى اعلى من الكتب الدينية كالمدرسة الاسلامية للشهيد السعيد الصدر الاول (قدس سره) حيث كان احد زملائه من النشطين في هذا المجال وهو السيد صالح السيد مهدي الحكيم الذي كان يعد خلاصات لكتب السيد الشهيد الاول ويلقيها علينا وكنا خمسة حيث كانت تضم الحلقة المرحوم الشهيد الحاج جمال رضا علوان والسيد احمد السيد طاهر الحيدري والسيد علي محمد طاهر الحيدري ولما كانت الظروف الامنية صعبة آنذاك حيث اعدم الشيخ عارف البصري واقرانه عام (1974) فكانوا يتخذون التجوال في شوارع الكرادة الشرقية الهادئة فرصة لتناول هذه الافكار .
وخلال وجوده في المدرسة بدأت تنمو عنده القابلية  على البحث والكتابة حيث كلفه احد المدرسين بكتابة تقرير فاختار الكتابة عن الخمر ونظراً لوجود مكتبة كبيرة في بيته وممارسته مع الكتب فقد اجتمعت عنده معلومات كثيرة عن الموضوع وفي النهاية اصبح كتاباً يناهز المئتي صفحة عنوانه (الخمر أم الخبائث) راجع فيه كتب التفسير والتربية والطب والاجتماع وكان مرتباً بشكل جيد.
وبعد انتهاء الدراسة المتوسطة عام (1975) التحق بالاعدادية الشرقية في الكرادة وكانت فرصة اكبر للالتقاء بنخبة من الشباب الرساليين الذين اثمرتهم في نهاية السبعينات حركة الشهيد الصدر الاول التحق عدد منهم بربهم شهداء بعد ذلك وبقي آخرون لازالت ذكريات صحبتهم والفترة التي عاشوها لها طعمها الخاص في النفس من بينهم العلامة الحجة الشيخ حسن علي موسى الربيعي الذي هاجر إلى إيران بعد استشهاد السيد الصدر الأول (قده) عام 1980 وأكمل دراسته الحوزوية ليصبح اليوم من الفضلاء المعروفين.
وبعد انتهاء الدراسة الاعدادية عام (1978) دخل الجامعة وكانت احداث الثورة الاسلامية في ايران تتصاعد والاهتمام منشدّاً الى مجرياتها وكان الجميع يتحلقون حول المذياع وكلهم آذان صاغية خصوصاً لاذاعة صوت (مونت كارلو) في نشرة الساعة الثامنة مساءً حيث تعطي تفصيلاً أخبار الثورة حتى وصول الامام السيد الخميني (قدس سره) الى ايران في الاول من شباط (1979) وانتصارها في الحادي عشر منه ولا ننسى الفرحة التي غمرتنا.
وفي صيف ذلك العام بعد انتهاء الامتحانات النهائية شنّت سلطات الامن القمعية حملة اعتقالات طالت الكثير من الشباب الواعي المتدين وتقلد صدام منصب رئيس الجمهورية في تموز من ذلك العام وازال معارضيه البعثيين ليطلق العنان ليده الاثيمة في فعل ما يشاء حتى اقدم على جريمة العصر باعدامه الشهيد العظيم السيد محمد باقر الصدر في نيسان (1980) ونحن في المرحلة الثانية من الدراسة فازداد الوضع الامني سوءاً وتكثف العمل بالتقية بعد قرار ما يسمى بمجلس قيادة الثورة المشؤوم في آذار (1980) باعدام كل من يرتبط بحركة السيد الشهيد الصدر (قدس سره).
"وفي أيلول (1980) بدأت الحرب على الجمهورية الإسلامية في إيران ونحن في بداية الدراسة في المرحلة الثالثة ومرّت أيام عصيبة ذقنا فيها الخوف والفزع لأن العيون تتربص بنا وحاولوا إيقاعنا في الفخاخ لتحصيل تهمة ضدنا وكان ينجينا الله تبارك وتعالى وكانوا يصرّون على انتمائنا لحزب البعث ونحن نرفض بذرائع شتى فيتركوننا ويعودون إلينا وبقينا على هذا الحال والحرب مستمرة وكنّا مشدودين إلى متابعة تفاصيلها، وتحولت إلى عمليات كبرى في آذار (1982) وفي المحمرة في مايس (1982) ونحن في الامتحانات النهائية للمرحلة الرابعة ولم يكن يمنعنا ذلك من الانشداد إلى المذياع ومتابعة مجريات الحرب والسياسة وتحرّكات وخطابات قادة النظام الإسلامي والثورة.
وكمحاولة لتأجيل التحاقي بالخدمة العسكرية بعد تخرجي قررت ترك الامتحان في درس واحد لكي أتأخر عدة أشهر عسى أن يفرّج الله تبارك وتعالى لان الخيارات المطروحة أحلاها مر ولكن أي درس اترك فإنه سيؤثر على معدل التخرج وحينئذ قررت ترك الامتحان في درس (الثقافة القومية والاشتراكية) الذي يوجه الطلبة بأفكار حزب البعث وكانت مجازفة وعناداً للنظام وهو في عنفوانه وزهوه ولا أنسى مسؤول ما يسمى بالاتحاد الوطني للطلبة حينما سلمني نتائج الامتحانات وهو ينظر إليّ بعينين مريبتين: أنت محمد موسى ؟ ويفهم منها العاقل ما يفهم لكنني توكلت على الله تبارك وتعالى ولم اكترث ونجانا الله منها.
وبعد نجاحي في الدور الثاني كان عليَّ أن أؤدي الخدمة العسكرية الإلزامية، إلا أن حماستي الدينية وإيماني بأن الإنخراط في الجيش حتى لو كان من خلال أداء وظيفة مدنية يعني الدخول في منظومة الظلمة ومعاونيهم الذي وردت فيه أشد التهديدات في القرآن الكريم وروايات أهل البيت(عليهم السلام)، مع قناعتي بأن وجودي في الجيش يمنعني من أداء الصلاة بالشكل الطبيعي (تقية) لتربّص الجلاوزة بكل شاب متدين واعٍ لذا كان همي في كيفية انقاذ نفسي من نار جهنم التي كنت اراها تحدق بي بمجرد لبس (الخاكي) حتى لو كنت في باب بيتي فكان امامي احد خيارين:
الاول: عبور الحدود الى ايران الاسلام والهرب اليها بسرعة ما دامت وثائقي الجامعية بعد لم تسقط وهو قرار محفوف بالمخاطر لان الجبهات جميعا كانت تشهد معارك ضارية بين آونة واخرى.
الثاني: الاختفاء في البيت والتخلف عن الخدمة العسكرية وعاقبته الاعدام وقد كثر المنافقون والواشون حتى قتل الاب ولده والمرأة زوجها خوفاً من ان يدان الجميع بتهمة التستر واخفاء (الخونة) بحسب زعمهم.
فعزمت على الاول لانه اسلم لي ولاهلي رغم صعوبة الطريق عن شمال العراق بواسطة بعض الاكراد ورغم ما فيه من كسر قلب والدتي التي فقدت والدي في تموز (1982) وسيق ثلاثة من اخوتي الى الخدمة العسكرية في نفس السنة وكان الرابع مصاباً بعجز الكليتين وطريح الفراش فكنت انا سلوتها ولكنها لم تكن تعارض لي قراراً وودّعت اهلي في صبيحة احد ايام تشرين الاول عام (1982) مغادراً الى ايران الاسلام لكن الوسيط لم يحضر الى المكان المقرر وفشلت السفرة وبرّر ذلك بنشوب قتال في المنطقة المقررة للعبور.
وحمدت الله تبارك وتعالى وعدت الى البيت وكم كانت فرحة امي بي وقالت انك حين غادرت كان كيوم فقد ابيك.
فلم يكن لي بد الا الخيار الثاني فمكثت في البيت وكنت بين مدة واخرى أزوّر ورقة يستعملها العسكريون عند النزول باجازات لأهلهم لأُوهم الآخرين باني عسكري فعلاً وقد جئت الى أهلي باجازة اعتيادية ومضى على هذا الحال الشهر والشهران والسنة والسنتان وكلما نقول إقترب الفرج واذا بالامل يبتعد ولم يعد أحد يعرف كيف ومتى ستنتهي الحرب ولكني رغم ذلك ربما كنتُ اسعد انسان في تلك الايام لاني كنت في حالة روحية سامية ارافق القران الكريم والكتب التي احتوتها مكتبة والدي وسجادة الصلاة والراديو الذي اتابع فيه أخبار الجمهورية الاسلامية والحرب مع العراق ولا التقي بالآخرين حتى اهلي إلا قليلاً حيث كنت حريصاً على استغلال وقتي بأمثل صورة.
ومن لطف الله تعالى بي ان المكتبة ضمت امهات المصادر التي تُكوّن شخصية المؤمن الرسالي وفي مختلف حقول المعرفة ففيها الميزان وفي ظلال القرآن ووسائل الشيعة وشرح النهج وتاريخ الطبري والمراجعات وغيرها في التاريخ والادب والتفسير والفقه والاصول والرجال والوعي الاسلامي وكنت أثبت في اوراق رؤوس الافكار للكتب التي أقرأها برقم الصفحة والجزء ليتسنى لي الوصول اليها بسهولة متى شئت ولازلت احتفظ بتلك الاوراق.
وكنت ولعاً بالقرآن الكريم وتفسيره فختمته عشرات المرات في تلك الفترة واعتقد ان كثيراً من الالطاف الالهية التي غمرتني ولازالت هي بسبب صحبتي للقرآن وتعلقي به.
ونشأت لدي نتيجة هذه المطالعات المركزة افكار أصيلة وبحوث قيمة وكنت احتاج الى من يراجع لي جهدي ويوجهني ويرعاني فان القراءة وحدها لا تكفي واريد ان أصل الى مراتب اعلى لا تكفي القراءة وحدها لنيلها ولم يكن على الساحة من ينفعني في ذلك بسبب غياب الاكثر بين سجن وتشريد واعدام او سِيقوا الى الخدمة العسكرية وعمل الموجودين بالتقية وحصاري في البيت الى ان هيأ الله تبارك وتعالى سبباً للاتصال بالسيد الشهيد الصدر الثاني بالشكل الذي سأتحدث عنه بإذن الله تعالى في فصل مستقل فبدأت نقلة كبيرة في حياتي وفتحت امام عيني آفاق واسعة.
وبعد انتهاء الحرب العراقية الايرانية وتخفيف قبضة النظام نسبياً سعيت الى تحقيق رغبتي في الانتماء الى الحوزة العلمية الشريفة وتكميل وانضاج تلك الحصيلة من المطالعة والثقافة ومهدت لذلك بالعودة الى النجف الاشرف والاقامة فيها عام (1988).
واستخرت الله تبارك تعالى فكانت النتيجة هي التريث فلم يكن امامي إلا الانشغال بالكسب لأني أصبحت مسؤولاً عن اسرة وزارني السيد الشهيد الصدر الثاني اكثر من مرة الى محل عملي ولم يكن يشغلني العمل عن مواصلة المطالعة وكتابة البحوث وكانت احد اعمالي وانا في محل الكسب كتاب (الرياضيات والفقه) الذي طبعه استاذي السيد الشهيد الصدر الثاني في نهاية الجزء الثامن من كتاب (ما وراء الفقه) ثم طورته كماً وكيفاً بعد التحاقي الى الحوزة الشريفة الى كتاب (الرياضيات للفقيه).
وبعد انتهاء الانتفاضة الشعبانية المباركة واستقرار الوضع اعدت الاستخارة فكانت النتيجة جيدة جداً وتحقق الامل الذي كنت أصبو اليه منذ سنين وارتديت الزي الديني عصر أحد أيام شعبان (1412) الموافق شباط (1992) على يد المرحوم آية الله السيد الخوئي (قدس سره) وبمحضر عدد من العلماء والمجتهدين الذين هنأوني بذلك وترحموا على والدي وجدي وتوجهنا إلى حرم أمير المؤمنين للسلام على السيد الشهيد الصدر الثاني (قده) والصلاة خلفه وفرح (قده) عندما أخبره أخي المرحوم الشيخ علي بذلك وأخذ يتلفت يمنة ويسرة مستعجلاً رؤيتي بهذا الزيّ المبارك الذي طالما حثّني على الالتحاق بأهله وعبّر عن الحادثة بـ( انها بشرى حقيقية).

الدراسة الحوزوية:

التحقت بجامعة النجف الدينية برعاية المرحوم السيد محمد كلانتر (قدس سره) لانها المؤسسة الوحيدة التي كانت الدراسة فيها منتظمة نسبياً اما بقية المدارس الدينية فكانت لاتزال اشبه بالمعطلة بسبب تداعيات الانتفاضة الشعبانية واقتحام الجيش للمدن الثائرة حيث عاث فيها بالفساد والتدمير وحتى في الجامعة التي كانت آمنة تقريباً لم نكن نجرأ بالدراسة في حرم الجامعة كما تنص عليه الوقفية خوفاً من إثارة حفيظة السلطة فكنا ندرس في غرف السكن  مدة ولم يكن يتجاوز عدد طلبة الجامعة (11) طالباً.
ونظراً للحصيلة العلمية والثقافية التي كانت لديّ فقد قبل السيد كلانتر (قدس سره) المعروف بحزمه الشديد في الإلتزام بالمنهج الدراسي المخصص بالترتيب ان أبدأ دراستي مباشرة من شرح اللمعة واصول الفقه للمظفر وكنت أأخذ درسين في كتاب شرح اللمعة يومياً ودرساً في أصول الفقه وامتحنت مباشرة بعد انتهاء تعطيل شهر رمضان في مكتب السيد الخوئي (قدس سره) في كتابَي اللمعة والأصول  وكانت درجتي (95%).
درست الأصول السطوح المتوسطة (أصول الفقه للمظفر وشرح اللمعة) عند عدد من الأساتذة الفضلاء وفي بعض الأحيان كنت أأخذ درسين يومياً في الكتاب الواحد في جزئين مختلفين حتى أكملتها في فترة قياسية ناهزت السنة. وبعد تعطيل شهر رمضان عام 1413 شرعت بدراسة كتاب كفاية الأصول وكتاب الرسائل للشيخ الأنصاري وكتاب الرسائل للشيخ الأنصاري وكتاب المكاسب وأكملتها خلال 3- 4 سنوات، ومن النادر استطاعة الطالب إكمال هذه الكتب في مثل الظروف التي عشناها والمعوّقات التي تعترض طريق طالب العلم وأساتذته. وخلال هذه الفترة كنت استثمر خلّو مجلس السيد الشهيد الصدر من المراجعين في أوائل مرجعيته فأسأله عن الكثير من الآراء العلمية التي أتلقاها في دروسي وتحصل عندي مناقشات عليها او تنقدح في الذهن من أفكار وكانت لهذه المناقشات الأثر الكبير في صقل مواهبي العلمية.
تعلمت من أساتذتي (رحم الله الماضين وحفظ الباقين) كلهم غير العلم الذي أخذته الالتزام بالتحصيل والمواظبة عليه بدقة والاحترام المتبادل والأدب الرفيع الذي رسمته كتب الأخلاق للعلاقة بين المعلم والتلميذ.
لم أكن افكر بالالتحاق بالبحث الخارج حتى أُكمل دراسة السطوح لكن أستاذي الشهيد الصدر (قدس سره) شجعني على الحضور بعد الانتهاء من نصف كتاب الكفاية فمن خلال المناقشات التي كنت أجريها معه قال (قدس سره) انك تستطيع ان تفهم مطالب البحث الخارج فلم أجد بداً من تلبية رغبته (قدس سره) وتحقيق حلمي في ان احضر البحوث العالية عند الأساتذة مع الاستمرار بإكمال دراسة السطوح حيث أكملت الكفاية والرسائل المكاسب وابتدأت ببحث الأصول للسيد الشهيد الصدر (قده) أولاً لأنه كان يلقيه عصراً فلا يتعارض مع دروسي الأخرى وكان ذلك في أواخر شوال (1414) (نيسان 1994) وكان في نهايات مطلب (استعمال اللفظ في أكثر من معنى) وبعد أيام بدأ أول مطلب رئيسي وهو بحث المشتق الذي استمر ازيد من عام وقررّته في مجلدين وطبع لاحقاً، واستمر حضوري عنده (قدس سره) حتى استشهاده في ذي القعدة (1419) وكان في مبحث النواهي، وفي (ذي الحجة 1415) بدات حضور بحث الفقه عند سماحة آية الله السيد السيستاني وكان يباحث في كتاب الصوم حتى انهاه ودخل في كتاب الزكاة وكنت مواضباً على الحضور حتى انقطاعه في صفر (1420) وحضرت سنتين (1416- 1418) بحث الفقه على كتاب المكاسب عند المرحوم الشهيد الميرزا علي الغروي (قدس سره) كما التحقت ببحث شيخنا الأستاذ الفياض عندما بدأ في مبحث القطع (أي النصف الثاني من الأصول لإتمام ما بدأت به مع سيدنا الأستاذ الشهيد الصدر (قدس سره) من النصف الاول فتحصل دورة أصولية كاملة وبقيت معه اربع سنين (1417-1421).
لي عدة إجازات بالرواية احدها من السيد محمد كلانتر (رحمه الله) عن السيد السبزواري والسيد البهشتي وآغا بزرك  الطهراني (قدست أسرارهم) وثانيها عن المرحوم العلامة الدكتور حسين علي محفوظ الذي له أكثر من سبعين طريقاً أسبقها تاريخاً عام 1366هـ عن المرحوم الشيخ محمد السماوي كما قال لي ذلك شفاهاً.

هیچ نظری موجود نیست:

ارسال یک نظر